قراءات سياسية فكرية استراتيجية

القيامة السوربة!

ان التصفيات الدموية التي تقوم بها الفصائل التكفيرية والمستمرة منذ استلام “هيئة تحرير الشام” مقاليد السلطة بحق “الاخرين” على قاعدة الخصومة السياسية او، و الاختلاف الطائفي، والتصريحات المتتالية للوزراء الجدد الذين بدأوا بتطبيق سياساتهم “الاسلامية” في الوزارات، وتعديل البرامج التعليمية وما سيتبع من اجراءات على المستويات السياسية (لا مشكلة مع الجيران، والمقصود اسرائيل) والادارية (تحت عنوان “تسوية” اوضاع الموظفين بهدف إعادة تركيب الادارة الحكومية بموظفين موالين لمشروع “اسلمة” الادارة والحياة العامة) والاقتصادية (لتصفية الاقتصاد المنتج والقطاع العام والتوسع بالاستدانة والخصخصة لمصلحة تشكل برجوازية كومبرادورية ستكون مندمجة مع السلطة الجديدة، وفتح الاسواق امام استيراد البضاعة التركية وتصفية نتائج الاصلاح الزراعي والخ) هي التعبير عن جوهر مشروع التكفيريين لسوريا، برعاية تركية وادارة اميركية ومشاركة إسرائيلية لتفتيت الهوية العربية نحو عصبيات دون وطنية.
ان استبدال الملابس القديمة باطقم ثياب عصرية وربطات عنق لقادة الفصائل الارهابية، والكلام عن احترام خصوصية “المكونات” الاجتماعية هي ممر اجباري في عملية تجميل صورة الوحش التكفيري قبل ان يتمكن من الامساك بخناق البلاد والعباد.
لا أفق للقيامة السورية من دون تنظيم مقاومة شعبية وبكل الوسائل ضد الاحتلالات وادواتها الداخلية، وهذا المسار قد يحتاج لبعض الوقت، الا انه وفي النهاية، فان الصراع سيخلق ادواته، فالمجتمع السوري لا يمكن ان يستكين لعملية ذبحه وتصفية انجازاته الوطنية بذريعة الحرية واسقاط الطاغية.

د. طنوس شلهوب

اقرأ المزيد
آخر الأخبار