اولا يجب ان نعبر عن فكرنا القومي العربي، بانه فكر انساني، وهو ليس فكرا شوفينيا عنصريا .. قد لا يكون هذا متوافقا مع التجارب “القومية” في العراق، والتي كان اسوئئها “التجربة البعثية” .. وهذا الذي نقوله، ربما لا يكون متوافقا بسبب عملية التجديد او التجدد الفكري للفكر القومي العربي .
لقد اصبحت “المواطنة” هي الفكرة المرافقة او المتوأئمة مع الفكر القومي في المشروع القومي المتجدد .
ان حقوق المواطن في ثقافة الدولة العربية القومية، تعود مصادرها الى الثقافة العربية الاسلامية، والتي تفوق حقوق المواطنين في الدول الغربية .. ان الحقوق في دولة المواطنة القومية العربية تفوق حقوق الموطنة في غيرها من الدول القومية القائمة .. فهي بالاضافة للمساواة بين المواطنين، فهي التي يجب ان تضمن الكفاية والعدل الاجتماعي لكل الطبقات الاجتماعية من مختلف القوميات والاديان والطوائف .
ان جملة “لا فرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى” والتي نقلت عن لسان الرسول محمد صل الله عليه واله وسلم تحتاج لتفسير احدث وادق ضمن تطورات الفكر القومي الحديث ..
فاولا يجب معرفة ان حديث الرسول هذا جاء في عصر الدولة الاسلامية التي يقودها رسول الله .
وان لافرق الا بالتقوى .. لا تعني في المجال الديني فقط، فقد بيَن مواطني الدولة الاسلامية، نصارى ويهود، وفرس، وزنوج وغيرهم ..
ثم هناك دلالة اخرى، وهي المؤاخاة التي قام بها الرسول الكريم محمد ص بين الانصار والمهاجرين في المدينة المنور .. وما تعنيه هذه المواخاة في مجال تحقيق المواطنة والمساواة بين اهل المدينة .
هناك العديد من الادلة على ان ركن المواطنة كان قائما في الدولة الإسلامية قبل تطيح بها نظم الإمبراطوريات الوراثية، وَمن بين تلك الادلة، ما قاله الإَمام علي ع لمالك الاشتر واليه على مصر، قال
“الذين بعثتك واليا عليهم صنفان، أما اخ لك في الدين او شبيه لك في الخلق، فلا تكونن عليهم سبعا ضاريا” .
وفي كثير من الآيات القران ورد الكثير منها التي تحث على المساواة بين “الناس” والتي يتوأم تفسيرها مع “المواطنة” ومنها :
“أن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الى اهلها وأذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بين الناس أن تحكموا بالعدل، إن الله نعما يعضكم به، أن الله كان سميعا بصيرا _ النساء 58” .
أن اقامة دولة المواطنة العربية القومية يجب ان تكون هدف للقوميين العرب الذي تميز فكرهم بالانفتاح على كل ابناء الوطن الواحد تحت افق العدل والمساواة والعدالة الاجتماعية .
الكاتب: حسين الربيعي