في هذه المنطقة من العالم، والتي تشكل الأمة العربية الجزء الأكبر منها، تدور رحى حربٍ دولية وإقليمية متعددة الأطراف. وهي جزء من صراع عالمي من أجل إعادة إنتاج نظام دولي، بعد أن سقط النظام الدولي السابق بسقوط الإتحاد السوفياتي ومعسكره الإشتراكي في بداية العقد الأخير من القرن الماضي.
لقد انتقل الصراع، الدولي والإقلمي، إلى مرحلة جديدة، أكثر حدةٍ واشتعالاً، منذ عملية طوفان الأقصى. وبات واضحاً أن نظاماً إقليمياً جديداً ترتسم ملامحه وخطوطه بالدم. وبالدم يعاد رسم جفرافيته السياسية والديموغرافية، بكل قسوةٍ وضراوة.
كيف تواجه الأمة العربية هذه المتغيرات؟
من جهة هناك النظام الرسمي العربي التائه ما بين العجز والتبعية والتواطوء.
ومن جهة أخرى هناك القوى الشعبية العربية، الممزقة بين الغضب واليأس والإحباط والعجز.
إن التحدي الذي يجب أن تواجهه القوى القومية والوطنية العربية هو كيفية العمل على تحويل الغضب إلى قوة فعل، وتحويل اليأس والعجز إلى حركة قادرة على تشكيل بيئة حاضنة للمقاومة، والاستعداد لمواجهة ما يتهدد الأمة في هويتها وصراعها من أجل البقاء.
كيف؟ هذا هو السؤال الذي يتوجب على القوى الوطنية العربية أن تجيب عنه.