من “سقوط” إلى “تحرير” دمشق … “سورية حرة”
“الحرية” تتلخص عند الشعب بحرية “الكلام” … مصطلح لم نتعلمه بعد …
وا s ر أ ئ ي ل على بعد كيلومترات عن العاصمة دمشق صرحت أن القوة العسكرية الدفاعية لدى الدولة السورية أصبحت تساوي الصفر …
أخذ العلم الأخضر شرعيته من تلون الشارع بسرعة البرق فصادر حقنا في إبداء الرأي ورمى تاريخاً من الوطنية والدماء التي سالت كرماً لرفعته.. وكسر رمز وطني يفوق أي نظام أو شخصنة.. حييناه في مدارسنا ورفعناه على قمم جبالنا الشامخة.. وقبلناه في مخيماتنا وكنائسنا وجوامعنا .. فكان يرسخ فينا قيماً في الانتماء والهوية والكرامة والاخلاص والشرف للوطن .. وحده …
لكن ما حصل أعطانا درساً أن “الهوية والانتماء” هي وجهة نظر …
وتحولت الانتماءات والولاءات عابرة إلى الجانب الآخر .. عبر صكوك التبريرات على وسائل التواصل الاجتماعي وأحدٌ لم يطلب منهم ذلك .. فالخوف لازال سيد الموقف …
القيادة الجديدة بعد سنوات الحرب تعلمت احترام الجميع ، تعطي تطمينات مقبولة لدى المسؤولين في كل القطاعات وتعطي حقوق “الأقليات” و”المسيحيين” .. مصطلحات لم نسمعها سابقاً … فجميعنا سوريون في سورية ..
وأصبح سقف مطالبهم هي حرية ممارسة شعائرهم الدينية ..
الحكومة الجديدة “المؤقتة” تم تسميتها دون أي استفتاء وأحد لم يكتب أو يطالب باسم “الحرية” الجديدة بأنها يجب أن تمثل الشعب .. كل الشعب ..
المجموعات السياسية المدنية في الداخل والخارج تعلن أهدافها وبياناتها ومنطلقاتها وأحدٌ لم يسألها عنها …
وآخرون ناشدوا مؤسساتهم “الدينية” – وخاصة من المسيحيين وأخجل من ذكرها- فقد اعتادوا أنها مرجعيتهم وطالبوا بأن يكون لهم صوت أو ممثل … فاقدين مفهوم المواطنة الحقيقية .. فالمواطنة لا تهتدي بالدين والطائفة …
والشخصيات المعارضة الواعية من كل الأطراف كانت تتحدث عن الدولة المدنية التي نتمناها جميعاً بدأت اليوم تتوجس من القادم الذي جاء بلون واحد … لايشبه لا الأحمر ولا الأخضر … فعلم جديد يلوح في الأفق …
قيادة فترة انتقالية تبشر الجميع بأن جميع الحقوق ستكون مكفولة … يتعاملون بمنتهى الاحترام والتقدير للجميع .. نتمنى أن تكون أعمالهم وإنجازاتهم بذات الشكل وأن نثق بقيادتهم الحكيمة … لكن من المهم التذكير أنها “انتقالية”…
واجتماعات الدول الراعية في دمشق اليوم تضع رؤيتها الجديدة للمنطقة .. ولم يتم إعلان دستور جديد للبلاد ولا الاعتراف بالدولة الجديدة في الأمم المتحدة …
هل من أحد أن يشرح لي من كل الأطراف عن أي دولة مدنية كنتم تتحدثون ؟! و أن تعلموني من جديد مفهوم الحرية التي ينادي بها الجميع ؟؟!!!
فاعذروا جهلي …
حلمنا جميعاً بدولة القانون والمواطنة التي تكفل كل الحريات … ووحدة سوريا أرضاً وشعباً …
اليوم أصبح حلمنا أن نتحرر نحن من قلب المفاهيم والمعايير المزدوجة ونصوب مسارنا …
نحن جميعاً أمام مرحلة تغيير وترقب
نتمنى لسوريا الخير وللمنطقة الاستقرار
وللقيادة الجديدة ضمان وحدة سوريا ومواطنيتها …
تحيا سوريا …
ماريا سعادة