قراءات سياسية فكرية استراتيجية

تخصيب العقم…

بالأمس كانت إفتتاحية الألعاب الأولمبية في فرنسا التي انتظرها العالم ليتمتع بجماليتها ورونقها ورسالتها السمحاء الداعية كما العادة إلى التحابي بين الشعوب والتسامح والإحترام والدعوة إلى التلاحم وفض النزاعات عبر التنافس بروح رياضية وتقريب البشر من بعضهم وعرض إنجازاتهم الحضارية، فاذ بها تأتي بأبشع ما يمكن أن يتصوره عقل ويتخيله إنسان، حيث اجتمع عدد من المثليين والسحاقيات وراحوا يتلوّن ويتمايلون كالافاعي في صورة تقليد للعشاء السري والأخير للسيد المسيح مع تلاميذه في إساءة ولا أوضح للمسيحية ولمقدسات المسيحيين، وكأن المنظمون أرادوا إيصال الرسالة التي دأبوا في الفترة الأخيرة على فرضها والمبالغة بها عند كل مناسبة، ألا وهي إحلال الشقاق والموت والعنف والكره والعقم محل المحبة والسلام والألفة والمشاعر الإنسانية، للقول أن كل ذلك قد إنتهى ويجب أن تقبلوا ما نفرضه عليكم…
غريب أمر هذا الغرب أو من يديره في الخفاء! يريدون وبتدبير شيطاني تغيير كل المفاهيم الأخلاقية التي نشأت وتربت عليها البشرية، واستبدالها بمفاهيم لطالما اعتبرناها شيطانية. ولا عجب ان يحلّ اليوم الذي سيأتون به بحيوان ويفرضونه على مجتمع إنساني محدد ويجبرونه على الخضوع له. هذه الصورة نراها تقترب شيئا فشيئا مع أشخاصهم الذين يستعرضونهم من ذوي قرون الحيوانات ووجوه الشياطين والوحوش…
نعم، الصورة تقترب حيث نرى رؤساء دول نُصبوا عنوة للتحكم برقاب شعوب، وقد جرى إحضارهم من لا مكان. إختصاصهم الوحيد التنفيذ الحرفي والدقيق لتعاليم الحكومة العميقة التي تخترع الأمراض والأفكار الجهنمية وتدمير الفكر البشري والعلاقات الإنسانية. مثل هؤلاء الرؤساء نراهم بشكل خاص في الدول الأوروبية الغربية والولايات المتحدة الأميركية. فهل يمكننا اليوم التعويل على بايدن الرجل الخرف الذي يصرون على إبقائه في سدة الرئاسة، أم نائبته المريضة نفسيا كاميلا هاريس التي يسعون لايصالها للرئاسة، أم ذاك المتملق الكاذب ترامب. والاسوأ أيضا بعض نماذج الدول الأوروبية من ماكرون الذي يبدو كصبي مكتب لنقل البريد جذل فرح بدوره! هل هذه هي فرنسا ديغول؟! أم المستشار الألماني أولاف شولتز ووزيرة خارجيته اللذين يحركهما حقد نازي دفين فيرتمون تحت أقدام البيت الأبيض. هذا بالطبع ونحن لم نتحدث بعد عن رؤساء أو ما يسمى برؤساء الدرجة العشرين من مهرجين وصبيان يتحركون بإشارة أصبع من مرشد فاسق وقاتل مأجور ومنهم الكثير ممن يطلق عليهم أسم زعماء التطبيع العربي دافني رؤوسهم وكراماتهم في الوحول هذا إذا كان لديهم كرامات بالأصل. ولكن الظاهرة الأغرب هي ما يطلق عليه في أوكرانيا أسم صبي المهمات مهرج المسارح والمسرحيات المبتذلة فلاديمير زيلينسكي الذي يظهر كرمز للعقم والمحل فلا فكر يحركه ولا عقل إلا ما توفر من إرشادات غربية مجنونة كلفت الشعب الأوكراني الذي لا ينتمي اليه زيلينسكي مئات الآف القتلى بعد تنفيذه الدقيق لتعليمات من أجلسه على كرسي رئاسة أوكرانيا.
إن هذه السياسات الغربية التي تعتمد على أدوات وأصنام مقيته قاتله مجرمة، وهذا الغرب الذي صمّ آذاننا بالحديث عن الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان والحيوان والليبرالية… وتبين أنه منها براء!
هذا الغرب الكاذب الجاحد المتملق التابع الذليل إنكشفت عورته أمام الجميع، 50 ألف شهيد وأكثر في غزة نصفهم من الأطفال والنساء و100 ألف جريح ومعاق وهم يبادون من قبل سفاحين صهاينة أمام شاشات التلفزة وليس هناك من مجيب لنداءات استغاثة الإنسانية.
وفي مكان اخر في أوكرانيا يقتل حقراء الغرب مثات الآف السلافيين، ويسارعون كما عاداتهم لصناعة مؤتمرات عقيمة تشبههم، فيدعون إلى مؤتمر سلام أوكرانيا ويجمعون ما استطاعوا من دول: هذه بالترغيب وتلك بالترهيب حتى ولو كان عدد سكان هذه الدول لا يربو على الـ 100 الف نسمه. هم يريدون بها التظاهر بصناعة السلام في أوكرانيا!
كيف يمكنكم إحلال السلام أيها الفاشلون المجرمون من دون الدولة العظمى روسيا الإتحادية التي هي الطرف الآخر في الحرب التي يشنها الغرب عليها.
مع سوريا صنعوا الأمر نفسه، كل بضعة أشهر كانوا يدعون لمؤتمر أصدقاء سوريا وأيضا من دون سوريا! فإلى أين أوصلت هذه المؤتمرات؟؟؟ إلى التسويف والمماطلة والخداع والكذب والتزييف. هذه هي حال مجانين الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة.
كيف يمكن أن تصنعوا السلام وأنتم تغذون الحرب في أوكرانيا ولم تدعوا ولا مرة واحدة لوقف القتال، بل على العكس تحرضون وتدعمون وتزودون النظام النازي في أوكرانيا بكل أنواع الحياة، فقط لاستنزاف روسيا.
كيف يمكن عقد مؤتمر بحضور رئيس أوكراني غير شرعي إنتهت مدة ولايته في 20 أيار الماضي؟؟؟ يزورون يخططون ينفذون من دون أية قواعد أو منطق أو قانون: رئيس غير شرعي، إجتماع عقيم ليس للحل، بل لإعادة تشريع سلطة رئيسها فقدها، ولجر دول الجنوب وما يسمى دول العالم الثالث إلى خططهم العوجاء العقيمة البائدة التي كان الفشل عنوانها الدائم قبل ان تبدأ. فروسيا تسجل النقاط في الميدان وتتقدم بهدوء غير مكترثة لغوغائيتهم الفارغة.
أنَسيتم يا وضعاء الغرب ان هذه الدولة روسيا، لطالما حررت العالم أكثر من مرة من أمثالكم والتاريخ يشهد! ولطالما ستأخذ بصدرها هذه المهمة مرة ومرات من دون أن يعنيها عدد مؤتمراتكم وألاعيبكم البهلوانية أو أدواتكم ومشاريعكم العقيمة. هدفها كان دائما واضح وهي تنشد السلام وحسن الجوار وهدفكم واضح أيضا وانتم من أسستم دولكم على جماجم السكان الأصليين والإستعمار وما زالت الإبادات الجماعية عنوان مشاريعكم المغرضة، أكان ذلك في غزه أم في أوكرانيا أو في أي مكان من الكرة الأرضية حيث تشتمّون رائحة أموال ومصالح…

د. اسكندر كفوري

اقرأ المزيد
آخر الأخبار