النفط … وتركيا … السببان اللذان يمنعان واشنطن ولندن من التصعيد ضد إيران؟
تطور خطير حصل في الخليج. فلقد قامت وحدات قتالية تابعة للحرس الثوري الإيراني بالإغارة على ناقلة نفط بريطانية كانت تبحر في مضيق هرمز وقامت باحتجازها. وقد جاءت هذه الخطوة كرد على احتجاز البحرية البريطانية لناقلة نفط إيرانية كانت تمر عبر مضيق جبل طارق باتجاه سورية. وحتى توصل إيران الرسالة مباشرة وتؤكد مسؤوليتها عن العملية قامت بتصويرها على شاشات الفيديو وبثتها عبر اعلامها وعبر وسائل التواصل الإجتماعي في أسلوب يرفع التحدي إلى أقصاه.
هذه الخطوة أكدت استعداد إيران لمواجهة التحدي بالتحدي في الوقت الذي تقف فيه القوى الغربية وعلى رأسها بريطانيا ومن خلفها الولايات المتحدة محرجتان مما جرى. فهاتان القوتان اللتان كانتا قد احتجزتا الناقلة الايرانية لإحراجها، باتتا محرجتان ومضطرتان للرد. ولا يمثل الإعلان البريطاني باتخاذ إجراءات ضد إيران الرد المناسب، فهذه الإجراءات هي قيد التطبيق منذ أسابيع وهي التي أدت إلى الوضع المأزوم الذي تعيشه المنطقة.
إذن هما مضطرتان للرد شكلا ونوعا عبر استهداف ناقلة نفط إيرانية أخرى أو عبر إجراء قد يواجهه الإيرانيون بتصعيد لا يبدو أن واشنطن ولندن مستعدتان له. فبريطانيا ليست قادرة على الفعل وحدها في مواجهة إيران وهي التي تحولت إلى قوة ثانوية في المنطقة منذ الخمسينات من القرن الماضي. أما الولايات المتحدة فيبدو الرئيس دونالد ترامب مترددا بالدخول في مواجهة غير محسوبة قد تدفع أسعار النفط العالمية صعودا في وقت يتحضر فيه لخوض الانتخابات الرئاسية للفوز بولاية ثانية.
والجدير ذكره أن سعر النفط ليس هو فقط السبب الوحيد الذي يدفع الولايات المتحدة إلى التردد في الدخول في مواجهة مع إيران، لكن هنالك سبب آخر وهو تصدع نفوذ الولايات المتحدة في بلد مهم لها وهو تركيا التي بدأت تتفلت من النفوذ الأميركي المضروب عليها منذ 70 عاما والتي بدأت تقوي علاقاتها التحالفية مع القوى الأوراسية وعلى رأسها روسيا، والتي تمثلت بصفقة صواريخ اس 400 المضادة للطائرات والتي أغضبت الولايات المتحدة ودفعتها الى توريد السلاح إلى حليفتها الأطلسية. وتخشى واشنطن من أن تؤدي أي خطوة متعثرة ضد ايران الى تفلت قوى شرق أوسطية أخرى من قبضتها.