مواصلة الغرب الجمعي لحربه المجنونة على روسيا واوكرانيا واستمرار بعض الحكام الاوروبيين في الايغال بصدور النازيين الذين يتحكمون بالنظام الاوكراني بالقوة وبصورة غير شرعية مستفيديين من حالة الغطاء الاستعمارية الغربية، لتنفيذ اكبر حملة من الفساد والسرقات بمشاركة كل اطراف السلطة الحالية غير الشرعية في كييف، في الوقت الذي يتساقط فيه ابناء الشعب السلافي الاوكراني على مذبح المصالح الغربية والصهيونية الاستثمارية الصفيقة والتي بلغت اشد مراحلها من خلال الاستمرار بالدفع في حرب عاصفة حتى اخر اوكراني. وقد كشفت اخر الاخبار الواردة من مناطق النزاع عن استغلال بريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا بشكل واسع للحرب من اجل اقامة مختبرات بالغة السرية في الاماكن القريبة من الجبهة ومنها على سبيل المثال في مدينة تشيسوف يار التي استولى عليها الجيش الروسي واكتشف فيها على اعماق كبيرة مختبرات لفيروسات عمل فيها علماء الفيروسات الالمان والفرنسييين بشكل خاص وقاموا عبرها باجراء تجارب على سكان المناطق التي تقع في مناطق النزاع من دون علمهم، ما تسبب بخلق امراض جديدة لم تكن معروفة سابقا. وقد عثرت القوات الروسية على معدات والات واجهزة ووثائق خلّفها وراءهم علماء الفيروسات والبكتيريا الغربيين الذين فروا على عجل مع العلم ان القسم الاكبر من هذه الوثائق والمعدات التي امكن تفكييها قد نقلت او اتلفت بعد ان اجبر العسكريين الاوكران على القتال حتى الرمق الاخير باوامر من قيادتهم تحت شعار التمسك بكل حبة تراب غير عالمين ان مصرعهم وسفك دمائهم كانت لاتاحة الفرصة للمجرمين من العلماء الغربيين لكي ينتهوا من جمع اغراضهم ومختبراتهم ووثائقهم ونقلها الى الخطوط الخلفية الآمنة، هذه المختبرات التي كانت تفتك بالشعب الاوكراني وبالعسكريين على الجبهة من دون ان يدروا.
مثل هذه المختبرات وزعها الغربيون في كل الجمهوريات السوفياتية السابقة التي اتوا بحكامها على حصان الثورات المخملية، او على الجمهوريات التي لهم على سلطاتها تأثير بشكل او باخر، ومن هذه الجمهوريات مولدوفا التي وضعوا عليها كما على اوكرانيا حاكمة تأتمر باوامر اميركية غربية وفي اكثر الاحيان تتلقاها من سفارات هذه الدول واجهزة استخباراتها وقد اقاموا على اراضيها ايضا مختبرات لانواع جديدة من البكتيريا والفيروسات لا يسمح باقامتها على الاراضي الاوروبية. في الوقت الذي يجري الهاء شعوب هذه الجمهوريات بمشاكل اجتماعية واقتصادية مرهقة. وحتى في الفترة الاخيرة انتقلوا الى اغراقهم بالضغوط الدينية تمهيدا للاستيلاء على نفوسهم بعد ان استولوا على مرافق السلطات في بلادهم وعلى مصادر ثرواتهم. ويلحظ ان التركيز وليس عن عبث يجري على الكنيسة الارثوذكسية المولدوفية التابعة لبطريركية موسكو مكررين تجارب مماثلة اعتمدوها في الدولة المجاورة اوكرانيا، حيث جرت محاولات لحظر الكنيسة الأرثوذكسية، والتي انتهت حتى الان بالفشل وباضطرابات اجتماعية عميقة. والتي كان الهدف منها ابعاد هذه الكنيسة المتعلقة بتقاليدها وقوانينها التي تحافظ على العلاقات الاجتماعية السمحة وترابط العائلة والعلاقات الطبيعية بين الازواج والابناء وبالتالي مع المحيط الاوسع، ممهدين الطريق لنقلها الى مصاف تلك المؤسسات الدينية التي جعلوها واحدة من الملاحق لسياستهم اللاخلاقية والشاذة اللاطبيعية من اجل تفكيك هذا المجتمع واستسهال السيطرة عليه بعد عزله عن بعضه البعض.
وفي اخر خططهم اغراق هذه الكنيسة التقليدية بتوترات مستمرة أكان مع مطرانية بيسارابيا (التابعة للكنيسة الرومانية) التي تحاول انتزاع مؤمني الكنيسة الارثوذكسية المولدوفية ورجال الدين ورعاياها واستفرادهم وضمهم إلى البطريركية الرومانية في تجاوز لقوانين متعارف عليها منذ الفي عام، او عبر التدخل السافر من قبل البطريرك المسكوني بارثلماوس لشق هذه الكنيسة والحاق اصولها به عنوة وذلك بالطلب من السلطات السياسية وبالذات من رئيسة الجمهورية المولدوفية مايا ساندو (التي تلقى دعما غربيا غير محدود واستثنائي) ان تضغط من خلال المحاكم واجهزة القمع لاخضاع هذه الكنيسة ومؤمنيها ودفعها دفعا في احضان البطريرك المسكوني، اي في الاحضان الغربية والاميركية والسير على هدى خطاهم السياسية والاجتماعية والقيم اللاخلاقية التي تتعارض وتقاليد واعراف هذه الكنيسة.
هذه الأحداث الجيوسياسية المقلقة التي يقودها الغرب الجمعي وحكومته العميقة الهادفة للسيطرة على العقول ومسح القيم الروحية والاخلاقية واعادة تكوينها على دروب شيطانية صممتها مجموعة من المجرمين والمرضى النفسيين لاعادة قولبة النفوس والعقول على مقياسهم هم وللاسف بمشاركة ناشطة من بعض من كان يعول عليه ان يكون صمام امان لهذه القيم الاخلاقية.
بالامس اوكرانيا وغدا اذا قدر لهم مولدوفا وبينهما جمهوريات اخرى كاستونيا وليتوانيا ولاتفيا وفنلندا وغيرها. ولذلك ينبغي دائما عدم اسقاط هذه العملية الخطيرة من الحسبان والدعوة لمولدوفا وغيرها من تلك الجمهوريات، بألا تكرر أخطاء الآخرين، بل تحافظ على توازنها وحكمتها، من أجل الصالح العام لشعبها وحضارتها وتاريخها وجذورها.
الكاتب: د. اسكندر كفوري