أحمد الحلاني
خلال حرب إبادة غزة،
انتفض الغرب ضدّ حكوماته الداعمة للكيان، وخرجت الشعوب إلى الشوارع رفضًا للمجازر،
بينما صمت العرب والمسلمون وهم يشاهدون الإبادة على الشاشات.
تحرّك من لا يربطهم بغزة دين ولا عرق، وسكت من يَدّعون أن نصرة المظلوم من صميم الإيمان.
أصحاب الضمير تحرّكوا بإنسانيّتهم،
وأصحاب الشعارات اختبأوا خلف التبرير والدعاء.
تحرّكت قلوب حرّة لا تعرف النفاق،
وجمدت قلوب يُفترض أنّها مؤمنة، لكنّها امتلأت خوفًا أو لامبالاة.
وحدهم أحرار لبنان واليمن كسروا الصمت، ودفعوا ثمن الموقف بدمهم وكرامتهم.
اما صمود أهل غزة الأسطوري،
وتمسكهم بأرضهم رغم كل التوحش والجرائم والخذلان، فقد كتب أروع فصول البطولة في التاريخ.
سيكتب التاريخ أنّ غزة كانت تُباد،
والعالم يكذب، والعرب يبرّرون، والمسلمون يتفرّجون.
وغدًا… حين يُكتب هذا التاريخ، لن يُغفَل أحد، ولن يُنسى من اختار الصمت، ولن تُنسى دماء من اختار النضال والتضحية. لن يُسأل من كان مسلمًا أو مسيحيًّا، شرقيًّا أو غربيًّا، بل من كان إنسانًا .. انسانًا حرًا.