قراءات سياسية فكرية استراتيجية

 

اخر الاخبار

بيان صادر عن الهيئة التأسيسية المؤقتة لحزب التحرر الوطني – سوريا – حول القمة العربية والإسلامية في الدوحة

في الدوحة، التأم شمل الأنظمة العربية والإسلامية في قمةٍ رفعت شعارات الوحدة والدفاع عن الأمة، بينما هي في حقيقتها قمة أنظمة فقدت شرعيتها الشعبية، وارتبطت بخيوط المصالح الدولية، لتتحوّل إلى غطاء سياسي لخدمة المشروع الأمريكي – الصهيوني الساعي لفرض الكيان الغاصب قوةً مهيمنة على المنطقة.

انعقدت هذه القمة فيما كان العدو الصهيوني يواصل جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، ويمارس عدوانًا مباشرًا على سوريا، مدخلاً وحداته المدفعية إلى الجنوب السوري لأول مرة منذ عام 1970، في خطوة خطيرة تكشف حجم التواطؤ الدولي والإقليمي. وفي التوقيت نفسه، كانت بعض الدول المشاركة في القمة تفتح أبوابها لتزويد هذا العدو بكل ما يحتاجه من دعم لوجستي وعسكري.

من هنا، تُطرح الأسئلة المصيرية:

هل تُجدي البيانات المكررة والخطابات الإنشائية في كبح عدوٍ لا يفهم إلا لغة القوة؟

لماذا لم تُعقد قمم مماثلة عند قصف اليمن واغتيال حكومته الشرعية؟

لماذا غابت القمم عند الاعتداء على الجمهورية الإسلامية في إيران أو عند العدوان الدائم على لبنان وسوريا؟

أهي قمم تعقد بعد وقوع العدوان لتبرير العجز، بينما تُترك الشعوب لمصيرها في مواجهة الاحتلال والاستبداد؟

إن ما يكشف زيف هذه الاجتماعات أكثر، هو استمرار أغلب الأنظمة في التنسيق الأمني والسياسي مع العدو، وهي في الوقت نفسه تتبجح بخطابات خاوية لا مكان لها في قاموس المواجهة.

وإننا في حزب التحرر الوطني – سوريا، إذ نثمّن مبدئيًا أي مسعى لتوحيد الموقف العربي والإسلامي، نؤكد أن هذه القمة لا تختلف عن سابقاتها التي انعقدت تحت سقف الجامعة العربية أو منظمة المؤتمر الإسلامي، من دون أن تترجم إلى آلية ردع حقيقية تضع حدًا للعدوان.

أما عن موقع سوريا في هذه القمة، فلم يكن الغياب غياب مقعد أو وفد، بل غياب الدولة الوطنية الشرعية التي تمثل إرادة السوريين. فالحاضرون باسمها لا يعكسون جوهر سوريا ولا مشروعها التحرري، بل يكرّسون التناقض مع فكرة العمل العربي المشترك التي تقوم على تمثيل الشعوب لا الأنظمة المفروضة.

إننا نتوجه إلى شعبنا السوري وإلى جماهير الأمة العربية والإسلامية بنداء صريح: آن الأوان لكسر حلقة الخضوع والتبعية، والتوقف عن الاكتفاء بالإدانات الفارغة، والانطلاق نحو فعل شعبي حي يفرض معادلة جديدة على الأرض. إن مستقبل الأمة لن يُصنع في قاعات الفنادق المغلقة، بل في ميادين المقاومة والنضال، حيث تُكتب المعادلات الحقيقية وتُصاغ موازين القوى.

عاشت سوريا الحرّة المعبّرة عن إرادة شعبها.
وعاشت الأمة العربية والإسلامية، حرة مقاومة عصيّة على الانكسار.

الهيئة التأسيسية المؤقتة لحزب التحرر الوطني – سوريا
15 أيلول 2025

اقرأ المزيد
آخر الأخبار