موضوع طوفان الاقصى له رؤيتين لدى غالبية المتابعين، فبين انها معركة ضد الاحتلال الصهيوني، دفعت الى الامل في هزيمة وازالة كيان الاحتلال و تحرير فلسطين، وبين انها كانت نقطة فاصلة ونهائية لا سقاط تلك الامال في التحرير، باستدراج المقاومة الى معركة مرتبة او غير محسوبة ؟
ان النتائج التي تحققت على ارض الواقع، لم تحمل ابعاد تلك المشاعر والشعارات التي رفعت خلال بداية انطلاق المعركة، بل ان هذه النتائج وصلت الي درجة كارثية، حولت الانتصارات الاولية الى نكسات تفوق نكسة حزيران، ادت الى قطع شريان المقاومة الذي يغذيها بما تحتاج اليه من دماء وقوة باسقاط الجمهورية العربية السورية، ولا اقول كالقائلين بان الحدث السوري اسقاط الرئيس بشار الاسد .
انها نكسة تحول سورية من نظام مقاوم الى كيان لعصابات ومرتزقة متهمين بالعمالة للخندق المعادي وفي مقدمته الكيان الصهيوني .
فإن كانت معركة طوفان الاقصى هي استدراج لحركات المقاومة والدول الداعمة لها ، فانه ذلك يتوجب طرح السؤال الاكثر اهمية، وهو : هل ان هذا الاستدراج كان قد رتب له عن طريق اختراق ما في كيان “حركة او نظام دولة” او اكثر .. و تحديدا في قيادة او قيادات داخل خندق المقاومة ؟
كثيرا ما كان تحليلي لاحداث كبيرة ومحددة جرت خلال المعركة “اغتيال اسماعيل هنية، وسيد حسن، ومحمد السنوار” على ان اسبابها تؤكد وجود اختراق كبير، ومتعمق في خندق المقاومة، وهذا ما أكدته احداث يوم 8 كانون الاول ديسمبر الحالي .
وانا اطرح هذا السؤال احاول ان اتوخى الحذر من نشر مثل هذه الشكوك على وسائل التواصل الاجتماعي، لخطورتها، ولكن هذا الحذر يجب ان لا يمنعنا من البحث عن مصادر الاختراق او الاختراقات، وعن كيفيتها واسبابها، وايضا البحث عن وسائل الحماية من هذه الاختراقات واجتثاث اسبابها .
ان اهم اسباب ما حصل، هو نتيجة الفكر السايكس بيكوي القطري المنغلق، الذي اجبر حركات المقاومة، و سورية ان تلجأ الى اطراف دولية واقليمية غير عربية .. وكان ان “كما يبدوا لي لحد الان” ان المصالح القومية “المفقودة في النظام الرسمي العربي” هي القنبلة الموقوتة لنسف اي تحالف عربي مع قوى دولية واقليمية، حينما يكون التخلي عن الحليف العربي، كبش فداء لصفقات فيها منافع قومية لتلك القوى .
باختصار، وحتى لو كانت هذه الشكوك غير حقيقة، فانه لا خيار للعرب في معاركهم المصيرية الا التفكير بافق يتخطى سايكس بيكو واثارها .
حسين الربيعي