قراءات سياسية فكرية استراتيجية

فيلم هندي ، أم توازن قوى بعد توجيه الكيان ضربة جوية لإيران ؟

عود على بدء، لنعود بالذاكرة قليلاً للوراء.
منذ سنوات ، و النتن ، رئيس وزراء حكومة الإحتلال، يصرح بنيته عدم السماح لإيران بالوصول إلى العتبة النووية ، و يحمّلها مسؤوليات كثيرة منها ، دعمها اللامتناهي لحركات المقاومة في المنطقة، و مجاهرتها السياسية و العقائدية-الإيمانيّة بعدائها للكيان المحتل ، و عملها المتواصل لخلق محور “شر ” كما يسميه ، يعادي تطلعات الغرب الإستعمارية و مطامع ربيبتها التوسعية.
أما النتن ، رغم إنه نتن ، ذكي و ليس بغبي ، و يفهم ويعرف أن مواجهته وحيداً مع دولة إقليمية كبيرة و شاسعة، فيها أكثر من مئة مليون نسمة، ذات قدرات متنامية عالية، خصوصاً في القطاع العسكري ، و ذات أذرع متعددة الأطراف ممتدة في كامل محيطها، سيكون حملاً كبيراً جداً عليه، و يحتمل بشكل كبير أن يؤدي إلى نتيجة عكسية و تدمير كيانه المؤقت بشكل كامل .
فأرتائ أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة التي ستحارب عنه و تنفذ له أجندته الخاصة، متقاطعة مع مصالحها الجيوإستراتيجية بالحفاظ على سيطرتها الإقليمية على منابع النفط والغاز الطبيعي و طرق إمدادها.
ما لم يأخذه الصهيوني بالحسبان هو أمران أساسيان:-الأول، حجم الدين العام الأمريكي الذي تعدى 360 ترليون دولار أمريكي تقريبا، و هو رادع كبير للقطاعات المصرفية و المالية العامة في الولايات المتحدة، من السماح للقيادات السياسية و العسكرية، بالدخول في حرب مباشرة، تستطيع أن تشكل تهديدا حقيقيا لقدرة اميركا الشمالية على السيطرة على سعر صرف الدولار و تغطيته عبر البترودولار في حال تم استهداف شركة أرامكو السعودية و شبيهاتها في الخليج، مما سوف يؤدي إلى انهيار البورصات الخليجية و العالمية، و ما سيتبعها من انهيارات اقتصادية عالمية.
-اما النقطة الثانية: أي حرب إقليمية في الشرق الأوسط، ستكون هدية مجانية لروسيا في حربها مع الناتو على الأراضي الأوكرانية، و سيضع القيصر الروسي يده على كامل أوروبا الغربية بعد إنقطاع مصادر الطاقة عنها و حاجتها للغاز الروسي .
و من ناحية ثانية، فالمنتصر الأكبر في كل هذه المعمعة، ستكون الصين بأقتصادها الهائل ، و قدرتها على الصمود أمام التحديات العالمية، خصوصاً انها لم تستنزف حتى الآن، مما سيفتح شهيتها على الأقل بالسيطرة على تايوان و ضمّها للأراضي الصينية، ناهيك عن إنتشارها في المنطقة الاسيوية و المحيط الهادئ، و تشكيلها الخطر الأساسي و الأهم لأحادية الغرب في النفوذ على الأرض.
كل هذه المعطيات و الكثير غيرها ، ممن لا مساحة لذكرها كلها ، كان السبب في ردع الاميركان (و بدورهم ردع اليهود ) و عدم السماح بتوسيع دائرة الصراع و في لجم الإندفاع الصهيوني و شرهه الواسع في إحياء وهم تلمودي بكيان مسخ على أرضنا ” أسمه إسرائيل الكبرى ” من النيل إلى الفرات…

الدكتور هشام نبيه أبوجوده

اقرأ المزيد
آخر الأخبار