( بقلم الدكتور هشام نبيه أبوجوده.)
حسرة وغصة في قلب ، تعصره غيوم متلبدة،
كل فجر نهار جديد …
أرقام لا تحصى من الشهداء في وطننا الكبير .
أطفال ونساء ورجال ، أكثريتهم مدنيون ،
في غزة والضفة و القدس المحتلة و جنوب لبنان ، و الشام والعراق ، و اليمن الكريم.
و لكن الوجع أكبر في الضربات الكبيرة، كما حدث ذاك الثلاثاء والأربعاء المشؤومين ، مع أجهزة التواصل اللاسلكية، و ما حدث البارحة في حي الجاموس في الضاحية الجنوبية لبيروت ، تترك في العقل و الوجدان بصمة و دمعة و غضباً، و جرحا عميقاً لا يندمل.
يرقصون فرحا ، في المقلب الاخر، يتغنون بإنتصار جزئي حققوه، يتفاخرون بخرق و تكامل ذكاء إصطناعي ، مع معلومات إستخباراتية و قدرات جوية و قنابل ذكية ، و تكافل جهود حلف الأطلسي و الناتو و الاتحاد الأوروبي ، و تعاون عملاء الإقليم و الداخل ،
تخال العالم كله تكالب علينا…
و لكن ما لم يفهموه ، أننا قطعنا السن القانونية لخدمتنا العسكرية، منا من خدم ثلاثون وأربعون وخمسون عاماً ونيف، و لم يبدّلوا تبديلا، لم يملوا، و لم ييأسوا، و لمّ يتعبوا، و لم يتراجعوا يوماً قيد أنملة عن إيمانهم بالنصر الآتي لا محالة.
قادتنا لا يتقاعدوا ، لا يسامروا جيرانهم و لا يجلسون لملاعبة أحفادهم ، بل يسلمون الراية لجيل جديد ، تلمذوه على أيديهم الطاهرة،
و يغمضون عينيهم مرتاحين لخير سلف أختاروه،
و يذهبون للإستشهاد خياراً،
حتى يبقى لنا وطن من بعدهم ،
أرض وشمس و عزة وكرامة لنا ،