قراءات سياسية فكرية استراتيجية

عن عملية اغتيال هنية عملية نوعية بدرجة الشر التي تحمله .

امريكا تتحمل
ولايمكن اخلاء مسؤوليته بكلام قاله بلنكن .
فالقول هنا يتناقض مع الفعل
من جانب قال بلنكين ان عملية الاغتيال جرت بدون علمنا، واذا وضعنا كلامه في حساب التحليل متوازيا مع الفعل الامريكي قبل وبعد الاغتيال، يكون تصريحه اكذوبة حاول منها بلنكن تحاشي ردود فصائل المقاومة  على قوات بلاده التي تحتل العراق واراضي سورية، كما على قواعدها في مناطق ودول متعددة في المنطقة، كما هي محاولة لتجنب الرد اليمني على السفن الامريكية في البحر العربي والبحر الاحمر

اولا .. الدعم المعنوي في الكونغرس الذي وصل الى تصفيق حاد ومتواصل من اعضاء الكونغرس، مقابل ما قاله النتن ياهو من كيانه “يدافع عن امريكا” وانه “يحارب ايران عنكم” .

ثم تأتي الافعال في نقل البوارج و حاملات الطائرات الى البحر المتوسط “أعلنت نائبة المتحدث باسم البنتاغون سابرينا سينغ يوم الجمعة أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن سيقود عملية نشر قوات أمريكية إضافية في الشرق الأوسط لتعزيز دفاعات إسرائيل ”

ثم يأتي من يحلل كلام بلنكن المخادع على ان “هذا يعني ان امريكا لا علم لها بالعملية” .. والادهى ان يكون هذا “التحليل” صادر من شخص يعتبر نفسه خندق المقاومة .

يجب ان لانختلف على طريقة تنفيذ عملية الاغتيال، فان كانت باي وسيلة، فهي عملية اغتيال “اسرائيلية” في تنفيذ مباشر او غير مباشر، كما تريد ان تشير وسائل تضليل امريكية غربية تنشر عن العملية انها نفذت عن طريق قنبلة وضعت قبل شهرين في غرفة الشهيد هنية وان تفجيرها تم بالريموت”، والقصد ان نفذت من داخل ايران عن طريق ايرانيين .. وان كان هذا صحيح، فان هذا لا يعني ان “اسرائيل” بريئة على الاطلاق، بل العكس هو الصحيح، فهذا يعتني ان الكيان الصهيوني يتعاون مع جماعة او جماعات في ايران تعمل له او تتعاون معه .

ان اشد ما يغيضك، هو ما اراد ناشروا هذا الخبر عن تنفيذ العملية عن طريق قنبلة مزروعة قبل شهرين في المكان الذي نفذت فيه، فانها هدفت الى تصعيد درجة الزهو والعنجهية والتطرف النازي الذي يتفاخر به النتن ياهو، والصهاينة، الى درجة ان البعض “حتى من غير الصهاينة وحلفائهم” اعتبر العملية “نوعية”، ولكن بالعقل الانساني وحده كانت نوعية .. نعم نوعية بما تحمله من شر و عدم ادراك خطورة مثل هذه الجرائم، خصوصا حينما لا تكون مسؤوليات المستهدف مسؤوليات عسكرية، بل هي مسؤوليات سياسية، وهو الذي يتفاوص من خلال هذه المسؤولية في مقترحات ومشاريع وقف اطلاق نار في غزة .

ناهيك ان عملية اغتيال القائد اسماعيل هنية، لم تكن هي العملية الوحيدة التي تحمل بصمات “اسرائيلية” امريكية، فمنذ عملية اغتيال الشهيد سليمان قاسمي ورفيقه مهدي المهندس، مرورا بعمليات اغتيال متعددة من بينها اغتيال رجل الاعمال السوري محمد قاطرجي، واغتيال فؤاد شكر والعديد من عمليات الاغتيال الاخرى التي طالت قادة ورموز وشخصيات عربية وايرانية .

بالنتيجة لا يمكن القبول بتبرئة امريكا وقبول ادعائاتها بعدم علمها بعملية الاغتيال، فذلك وفق رأينا تراجع عن فكر ومنهج المقاومة .

حسين الربيعي
3 اب 2024

اقرأ المزيد
آخر الأخبار